تَعَلَّم الإتمام.. أن تُتِمَّ ما بدأت، وتُنجز ما خَطَوت، وتُكمل ما خَطَّطتَ له! لا تكن مبتورًا، منقوصًا، أشتاتًا هنا وهناك، في الطّريق ستختلف الرّؤىٰ، ستتغيّر الأحداث، قد تَترُك أمرًا وتأخذ آخر، لا تنسَ؛ بعضُ التَّرك إتمام، لكن أدرِك متى تترك، ومتى تُمسك، متى تُكمل ومتى تقف.
ربما خذلني تصرفي وصبري وبصيرتي حينا، و غلبتني نفسي وضعفها وضعف همتها حينا، لكنني دوماً كنت قادرا على تقويم ما هدم، لم أقف ساكنًا أبدا حيال أي شيء يوشك على الانهيار في حياتي كنت دوما أبذل قصارى ما أملك لكي أتزن و يتزن عالمي و عالم الذين أحبهم، كنتُ كثير الحراك دائم السعي طويل البال و لو لم أعترف لنفسي بذلك أبدا.. كنتُ أحاول.. دون أن أشعر أحد بما كلفتني محاولاتي هذه.
كيف يتعافى المرء، كي يستطيع المواصلة؟ لا يتعافـى المـرء..
بل يظل متحاملاً فوق ٱلامة، متجنبًا ندبات روحه، وجروحها التي شوهت ملامحها من كثرتها، يكمل يومه من أجل فقط ألا يسقط تمًاما، متمنيًا أن يستطع المحافظة على ما قد تبقى..
تظن من خلال مواصلته للحياة، وابتسامته، واستمراره في المحاولة، أنه قد نجى، قد اصبح أفضل، قد تعافى من تلك الندبات التي كانت تعوقه فيما مضى، ولكنك مخطئ في نظرتك تلك.. تراه يُمارس حياته بشكل يبدو طبيعي، ترى قدرته على الوقوف مجددًا مهما كانت قوة الصدمة التي أسقطته، تظن أن ليس في قوته مثيل، ولكنك لا تُدرك ما هي الكواليس لكل تلك المظاهر أمامك..
فهُناك من أصبح من شدة صفعات الحياة له، لم يعد يشعر بشيء، حتى أصبحت ٱلامه جزءًا منه، فيتحامل فوقها، ويُكمل طريقة، بلا نشوة، بلا شغف، بلا رغبة في شيء سوى النجاة من يومه دون خسارة شيئًا ٱخر قد يقضي عليه هذه المرة، بعدما أدرك أن التأقلم على مرارة الحياة، هو الحل الوحيد للإستمرار، وأن التمرد عليها، قد يصيبه في نهاية المطاف بالهلاك.
لا يتعافى المرء يا صديقي، وإنما يتأقلم على تقلبات الحياة.
أعظم ما وهبه الله إيانا في هذه الحياة معرفته، وكيف لذلك الشعور العظيم أن يهون علينا مشقة الحياة ويخفف علينا تعب المسير ويجعلنا نؤمن بالخيره في الحرمان ونرى في المنع عطاء وننتظر منه عند الكسر، العوض والجبر.. الحمدلله دائمًا وأبدًا أن جعلنا مسلمين.