لم أستطع قراءة أيُ كِتاب، و لا سِماع الموسيقى، بل جلستُ وحيدًا على أريكة غُرفة المعيشة، أُحملق في الفراغ المُظلم الذي لا وجود فيه لأيَّ شيء و أُفكرَ في أمور عديدة .
كَم كتابًا لَم أقرأ أو مهلًا كم سطرًا تركتهُ بِملل في نصفهُ أو لحظة كم كلمةً توقفت عندها حينَ سقط مدَمعي لفَقدان شغفي، كم ؟ أنني أعيشُ لأجل هذا ما بالُك أن تفتقدهُ ؟
صحوتُ، باردًا مثل جثة مسحت آثارُ دِماء مجرزة البارِحة عن الجدران أكلت الغذاء مع العائلة ، ضحكت ذهبت للعمل بعدُها للتجربة ؟ سمعت أغنيةٌ، نظرت للسماء، دفئت يداي، شربت شايًا و لَم يتحرك فيَّ شيئًا صار المساء و أنا باردٌ مِثل جثة عُدت لشيءً ما، يسمى بيت ألى لياليَّ المُعتادة، لا مجازُر تُقام الليلة .. بلا أنتِظار و بلا أمل، سأنام باردًا مثل جثة .
أتذكرُ جلوسي هُنا أتذكُر كل قطرة مطَر سقطت على روحي المُهمشة، في حِينها سقطت و كأنها تُزيل عن روحَي المَرض، أتذكر جلوسي الذي كُنت أنادي الله بهِ بكُل ما وسعتها نَفسي، أتذكرُ كُل شيء .
أنسألت ليش هالكد أحب الشتا ؟ ترى ما أحَبه لأن بارد لا أحبه لأن دَافي لأن بي حَنية تعوضَك عن ألي راح و صَار و عن ألي جاي ، ما أحَبه لأن مُمطر لا أحَبه لأن يبجي عَني ، ما أحَبه وقت الصَباح يوم يكون مُشرق لا أحبه وقت المُغرب يوم يكون كَئيب بعد غَفوة كئيبة لأن بعدها راح تكون كعدة ويه كوب جاي و نار الحَطب أجل أحبه رغم الكئابة لأن ما بعدها شي يلامسني للوتين، و هنا أنتظر رجوع الأشهر التي أحبها .