قاسٍ أن تواجه كل شيء بالصمت، أن تلتفّ حول نفسك في عتمتك وتبتلعك آلاف الحوارات الوهمية والتفاصيل الغائرة وسط براثنها دون رحمة.. مؤلمٌ عمق الشعور الذي تعجز عن البوح به، يتغذى على زفرات قلبك ويقتاتُ على روحك الهشّة.. موحشةٌ طريقة برودنا وانطفائنا إثر خيباتٍ متتالية، أنت لا تدرك معنى أن تغرق في الصمت والخيبة بعد أن كنت أكثرهم حديثًا وتفاؤلا ..مؤلم ان تطفئ الأقدار شغفك بأحلامك حتى لم تعد تقوى على ان تدافع على نفسك لم تعد تقوى على الشرح والتبرير ...لأن لا أحد يعلم ما تعاني .... سقوط الأحلام وتتالي الخيبات والظروف المعاكسة تجعل الشخص يتحمل سوء الظنون واصابع الاتهامات تجعل الشخص مكتوف الأيادي كتلة من الصمت مخدر تخديرا تاما عن دفاعه عن نفسه .... ماذا يريدون منك حيال كل هذا . يعلمون بكل التفاصيل والتضحيات ولكنهم بالنهاية يعاملوك كما لو أنك في موقف انتصار وكما لو انك ظالم كما لو أنك الجلاد ....ولكنك يا قلبي انت الضحية والمظلوم .. .. لا مجال لأي افتراض عاطفي لأن حتى الافتراضات سيتم القاء أثارها علا عاتقك .....
لا تخبر أحد عن مشاكلك . لأن نصف الناس لا يهتم والنصف الآخر سعيد لأنك تملكها فلا تخبر أحداً عن مشاكلك ، و تجازوها مهما كانت صعبة و مستحيلة فكل مُر سيمُر .
صديقك الحقيقي هو الذي بمجرد أن تتحدث معه في عز ضيقك سيشعرك بأنه لازال هناك أمل وأنك بخير رغم كل الظروف بحيث يستطيع دائما تعديل مزاجك ونظرتك للحياة إلى الأفضل أي فهو يكون بمثابة مساعدك النفسي بشكل غير مباشر دون أن تدري ذلك.
سيمضي بنا الزمن وندرك يقيناً أن خير ما يظفر به الإنسان في هذه الحياة هو جبر الخواطر وحسن الخلق إن استطعت فاعبر عبوراً كريماً في هذه الحياة لا تؤذي نفساً ولا تكسر قلباً ولا تجرح روحاً ولا تطفئ بسمه فإن الحياة لا تستحق (صباح الخير والعافيه)