يُهزَم المرء حينَ يكتشف أنه كان يستحق ، يستحق أن يُرى بالمِثل ، أن لا يكون له بديلًا ، أن لا يهون حُزنه ، أن تبدو الأيام بدونه رمادية خانقة ؛ لكنه لمْ يكُن .
غادر حين تصبح الخيار الثاني في كل شيء ، حين يختلف الأسلوب معك ليكون رائعا مع غيرك ! حين تصبح في سلة الاحتياط لا الأساس، حين تشعر بأن كل مايُفعل لك من باب الواجب لا اكثر ، غادر فالمحبه بلا كرامه لاتكفي للبقاء .
لو أنك تدرِي كم تسُوء الأمور من ناحِيتي ،كم حاولت إصلاحك ومئات الإنهيارات داخلي ،كم أُحاول وأنا شخَص لايُجيد المحاولة قِط كم أركُض مئات الأميَال وأنا أعلم أننِي لا أُشكَل فارقاً لديك ،كم أعلم أننِي في الخيار الثانِي من كُل شيء ومع ذلَك مازلت أُحاول كِي لا يأكلني الندم يوماً ما .
يؤلمك الهجر؟! أنا يؤلمني الوصل الزائف، والوجود الباهت، والتصنُّع بالمشاعر، والردود المُتأخرة بلا سببٍ أو عذر، وأن أشعر أني ثقيل عليك، أو أن مثلي مثل غيري عندك؛ الهجر إن كان مؤلمًا فالأشدُ منه ألمًا.. الوصل مِن باب الواجب، لا مِن باب المودّة والحُب.
لطالما فضلت الصمت على البوح تجنبًا للعواقب التي تضاعف لي نبضات قلبي و حرصًا على حرمة غيرتي ومشاعري. لم أكن أعلم أن ما أكتمه سيظر على شكل أرق، صداع يأكل رأسي، إلتهابٍ في المعدة يصلُ للتقيأ. نوباتٍ طويلة من النواح ليلًا مستتر بغطائي غارقً بين ما أنا عليه الآن وما كنت. أصحو أترقّب ما سيحدث ببالٍ طويل وصدرٍ كتوم. أدعو أن لا يخيب ظني هذه المرّة أيضًا. أجهل أسباب كثيرة تجعلني أبكي لكنني أعلم سببًا واحد يُحدث كل هذه الضجّة برأسي، غيابك.. اكتمال يومك على أحسن مايمكن و إنتظار عقارب ساعتي قدومك لكي تتحرّك•
أعلمُ جيداً أنّك لن تنساني، لا أحد يستطيع أن ينسى شخصًا أعطاه هذا الكم من الحبّ، لن يستطيع قلبك التغافل عن كل ما فعلته لك، قد تتناسى أحياناً لكنك لن تنس أبدًا ستتذكرني فجأةً في زحام يومك، في ليلةٍ ما شخص يشبهني سيمضي أمامك، صدى صوتي سيرن في أذنك لن تنسى مهما فعلت .