#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (22)
كمال اتاتورك
كانت اللعبة العالمية للقضاء على الخلافة العثمانية تستدعي اصطناع بطل تتراجع أمامه جيوش الحلفاء الجرارة وتمت صناعة الزعيم بواسطة المخابرات البريطانية على يدر رجل المخابرات البريطاني (أرمسترنج) الذي تعززت علاقة مصطفى كمال به في فلسطين وسوريا عندما كان أتاتورك قائدا هناك في الجيش العثماني ؛ وبسبب هذه العلاقة الحميمة مع المخابرات البريطانية تخلى عن الدفاع عن فلسطين فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز وسمح لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع الإنجليز.
ومما هو جدير بالذكر أن أتاتورك كان كثير الفرار أمام الأعداء حتى قيل إن فراره امتد من الشام إلى بلاد الأناضول في الحرب العالمية الأولى .
وفي عام 1338هـ احتل الحلفاء واليونان أزمير فظهر مصطفى كمال بمظهر المنقذ لشرف الدولة العثمانية فقام باستثارة روح الجهاد في نفوس الأتراك ورفع القرآن وتراجعت أمامه قوات الحلفاء (مع أنها قادرة على هزيمته !!) فابتهج العالم الإسلامي بهذا النصر ! وأطلق عليه لقب الغازي ومدحه الشعراء حتى قال شوقي :
الله أكبر كم في الفتح عجب * يا خالد الترك جدد خالد العرب
وهكذا خدع المسلمون بهذا الدجل السياسي فهل نستفيد من دروس التأريخ ؟!!
بعد أن أصبح زعيما وبطلا مناضلا أمام الشعوب الإسلامية بدأ يفكر كيف يصل إلى سدة الحكم بدعم صهيوني وصليبيي حاقدين على الخلافة الإسلامية فدبرت الصهيونية العالمية في عام 1909م أحداث ما يعرف في التأريخ بأحداث 31مارت وقد حث هذا الاضطراب الكبير في العاصمة بتخطيط أوروبي يهودي مع رجال (جمعية الاتحاد والترقي) وكان أتاتورك أحد أقطابها لعزل السلطان عبد الحميد الثاني - رحمه الله – وتم عزل السلطان ووجهت له جمعية الاتحاد والترقي زورا وبهتانا التهم التالية :
1- تدبير حادث 31مارت
2- إحراق المصاحف
3- الإسراف
4- الظلم وسفك الدماء
ومن المعروف إن جمعية الاتحاد والترقي تتبنى الأفكار الغربية ولكنها استخدمت العبارات الدينية لكسب أنصار لها ضد خليفة المسلمين .
وبعد عزل السلطان عبد الحميد تولى الخلافة أخوه محمد رشاد ولكن ليس له من الأمر شيء فالحكم الحقيقي في يد جمعية الاتحاد والترقي وفي عام 1314هـ/1923م فرضت معاهدة لوزان على تركيا جميع الشروط المعروفة بشروط كرزون الأربع (وهو رئيس الوفد الانجليزي في مؤتمر لوزون) وكانت هذه الشروط التي قبلها أتاتورك كالتالي :-
1- قطع كل صلة لتركيا بالإسلام
2- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاء تاما
3- إخراج الخليفة وأنصار الإسلام من البلاد ومصادرة أموال الخليفة
4- اتخاذ دستور مدني بدلا من دستور تركيا القديم
وفي عام 1324/ 1924م دعا مصطفى الجمعية إلى اجتماع طرح فيه مشروع قرار بإلغاء الخلافة التي سماها (بالورم من القرون الوسطى) وقد أجيز القرار الذي شمل نفي الخليفة في اليوم التالي دون مناقشة , وانطفأت على يد كمال شعلة الخلافة التي كان المسلمون طيلة القرون يستمدون من بقائها رمز وحدتهم واستمرار كيانهم .
لم يُعرف في تاريخ المسلمين مجرم ينتسب للإسلام مثل أتاتورك وحزبه حزب الشعب الجمهوري وهذه بعض جرائمهم في أمة الإسلام :-
1- أغفل الدستور في عام 1347هـ 1928م أن تكون تركيا دولة إسلامية
2- في عام 1342هـ تم إلغاء الخلافة الإسلامية التي كان المسلمون ينضوون تحت لوائها .
3- أهمل التعليم الديني ثم أُلغي وأغلقت كلية الشريعة في جامعة استنبول في عام 1352هـ 1933م .
4- اعترفت الحكومة التركية بدولة اليهود في فلسطين برغم رفض الشعب التركي لذلك .
5- فرض التعليم المختلط بين الذكور والإناث .
6- إلغاء المحاكم الشرعية والعمل بالدستور المدني السويسري والقانون الجنائي الايطالي والقانون التجاري الألماني .
7- حول مسجد آيا صوفيا إلى متحف وحول مسجد محمد الفاتح إلى مستودع .
8- حددت عدد المساجد ولم يسمح بغير مسجد واحد في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطها 500متر .
9- أُلغيَ حجاب المرأة وأمرت بالسفور وألغيت قوامة الرجل .
10- فُرضت الأحرف اللاتينية بدل من الأحرف العربية .
11- منع الأذان باللغة العربية .
توفي هذا المجرم في عام 1356هـ بعد أن حول تركي التي كانت مقر الخلافة الإسلامية إلى دولة لا دينية والله المستعان وقد أوصى قبل موته ألا يصلى عليه !!
المراجع :
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط د/ محمد على الصلابي الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي فريق البحوث والدراسات الإسلامية (فدا) الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة الإسلامية د / مصطفى محمد حلمي
مقال للأستاذ : مصطفى عاشور
صيد الفوائد
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته