كنتُ دائمًا ما أرددها "أخاف من أن أُنسى، ألا يتذكرني أحد بعد وفاتي" تلاشى هذا الخوف حينما أيقنت أننا قد نُنسى في الحياة، في الوجودِ أيضًا، سيمر كيومٍ عادي، قد لا يعلم البعض عنك، منسيٌّ في اللاوجود، ثم يتردد في داخلي ملامحًا تُشبه ملامحي، صوت عميق يخبرني: "جميعنا لن ننسى، هناك من سيروي عنا بعينينِ ممتلئة بالحنين، هناك من يرى بنا الحياة، يؤمن بنا حين نيأس من أنفسنا، تلمع عينيّه بحبٍ وبفخرٍ لأجلنا، هناك في الأفقِ البعيد من يدعو لنا، ستصلنا تلك الرسائل، نحن لم نترك من رحلوا عنا دون وداعات، أرسلنا الكثير من الرسائل إلى الله، غادرتنا أحرفنا إليهم، تارةً كانت ترد علينا النجوم، وتارةً تمطر، نؤمن حينها أن رسائلنا قد وجدت عناوينها، أننا أخبرنا من دفنوا في الأرضِ أن موتهم ليس النهاية، وأن اللقاء يقنيًا من الله لنا، لمَ لا نرى الموت بنظرةٍ مختلفة؟
كل من قُتل فؤادنا بغيابهِ رحل إلى السماء لجوارِ من يحب، ربما النداءات من جعلته يرحل، ربما الموتى أرادوا لقائهم!
ذات مرة استوقفني مشهد درامي، طفل يتساءل: "حينما أكبر و أموت هل ستعرفني أمي بملامحي هذه؟"
أظن أنهم يراقبوننا، يحفظون ملامحنا عن ظهرِ قلب، لكني أتساءل أيقتلهم الحنين مثلنا؟
لمَ لا يطلبون الله رؤيتنا؟