مقدمة:
تُعتبر لوحات "فرحة الحياة" لماتيس، و"آنسات أفينيون" لبيكاسو، و"السباحون الكبار" لسيزان من أهم الأعمال الفنية في القرن العشرين. بينما تمثل كل لوحة أسلوبًا فريدًا، يمكن رؤيتها أيضًا كحوار بين تقليد الانطباعية وتجاوزها.
تأثير سيزان:
تُظهر لوحة "السباحون الكبار" لسيزان (1904) استخدامًا للون والشكل يبشر بالتحول الفني القادم. فمع استخدام سيزان للخطوط العريضة والسطوح المسطحة، تخلى عن تمثيل الشكل الواقعي لصالح التعبير عن البنية والفضاء.
فرحة الحياة:
تستلهم لوحة "فرحة الحياة" لماتيس (1905-1906) من "السباحون الكبار" لسيزان في استخدامها للون الجريء والشكل المبسط.
التشابه:
اللون: استخدم ماتيس ألوانًا زاهية وغير طبيعية، مثل اللون الأزرق الفاتح للأشجار والأخضر للأجساد.
الشكل: تبسط ماتيس الأشكال البشرية والنباتية، مما يخلق سطحًا مسطحًا ديناميكيًا.
التركيب: رتب ماتيس الأشكال بطريقة إيقاعية، مما يخلق شعورًا بالحركة والحياة.
الاختلاف:
الموضوع: تركز لوحة "فرحة الحياة" على موضوع أكثر بهجة وتفاؤلاً من لوحة "السباحون الكبار" الأكثر غموضًا.
الخطوط: بينما استخدم سيزان الخطوط العريضة لتحديد الشكل، استخدم ماتيس الخطوط لتعبير عن الحركة والطاقة(محمد، ٢٠٢٣).
آنسات أفينيون:
تُعتبر لوحة "آنسات أفينيون" لبيكاسو (1907) نقطة تحول رئيسية في تاريخ الفن.
التأثير: تأثرت اللوحة بشكل مباشر بلوحة "السباحون الكبار" لسيزان في استخدامها للتشويه والتجريد.
التشابه:
التشويه: شوه بيكاسو الأشكال البشرية، مما خلق شعورًا بعدم الراحة والاغتراب.
التجريد: تخلى بيكاسو عن تمثيل الواقع لصالح التعبير عن الأفكار والعواطف.
الزاوية: رسم بيكاسو العاهرات من منظور متعدد، مما زاد من إحساسهن بالتفتت والتجزئة.
الاختلاف:
الموضوع: تتعامل لوحة "آنسات أفينيون" مع موضوع مثير للجدل أكثر من لوحة "السباحون الكبار" الأكثر حيادية.
الرمزية: استخدم بيكاسو الرموز للتعبير عن أفكاره حول الجنس والمجتمع، بينما ركز سيزان على الشكل والبنية(حبيب، ٢٠٢٢) .
-الانطباعية كبداية للفن الحديث:
غالبًا ما تُعتبر الانطباعية، التي نشأت في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، بداية الفن الحديث. ركز الانطباعيون على التقاط التأثيرات المرئية الفورية للضوء واللون، متجنبين الأشكال الصارمة والتركيبات الرسمية.
-تأثير الانطباعية على الفن الحديث:
التحرر من الواقعية: مهدت الانطباعية الطريق للأساليب الحديثة من خلال تحررها من تمثيل الواقعية الصارمة.
الأهمية للضوء واللون: ركز الانطباعيون على استخدام الضوء واللون للتعبير عن المشاعر والأفكار، مما أثر على العديد من الحركات الفنية الحديثة.
التركيز على التجربة الفردية: ركز الانطباعيون على تجاربهم الفردية في رسم العالم، مما مهد الطريق للتعبيرية وغيرها من الحركات ذاتية التركيز(مسعد، ٢٠١٨).
-رد فعل الفن الحديث على الانطباعية: ثورة فنية وتعددية في التعبير:
نعم، أعتقد أن العديد من الأساليب الفنية الحديثة نشأت كرد فعل على الانطباعية. بينما مهدت الانطباعية الطريق لحداثة القرن العشرين، إلا أنها أثارت أيضًا ردود فعل مضادة من فنانين سعوا إلى تجاوز حدودها.
شرح رد الفعل:
رفض الواقعية: تمرد العديد من الفنانين على تركيز الانطباعية على الواقعية المباشرة، ساعين إلى التعبير عن الأفكار والعواطف الداخلية بشكل تجريدي أو رمزي.
تجاوز الضوء واللون: بينما ركز الانطباعيون على استخدام الضوء واللون لخلق انطباعات حسية، سعى فنانون آخرون إلى استكشاف أشكال جديدة للتعبير، مثل استخدام أشكال هندسية أو تجريدية.
التنوع في المنظور: رفض العديد من الفنانين منظور الانطباعية الواحد، واستكشفوا وجهات نظر متعددة وتشوهات في تمثيل الشكل.
-أمثلة على ردود الفعل:
التعبيرية: ركز الفنانون التعبيريون، مثل إدوارد مونك وكاظمير ماليفيتش، على التعبير عن المشاعر والعواطف الداخلية من خلال استخدام ألوان قوية وتشويه الشكل.
التكعيبية: جَرّب الفنانون التكعيبيون، مثل بابلو بيكاسو وجورج براك، في تحطيم الأشكال إلى مكوناتها الهندسية، وخلق وجهات نظر متعددة في نفس الوقت.
المستقبلية: تخيل الفنانون المستقبليون، مثل أمبرتو بوتشوني وجاك مارينيه، حركة العالم الحديث من خلال استخدام الخطوط الديناميكية والألوان الزاهية.
ختاماَ:
بينما مهدت الانطباعية الطريق للحداثة، إلا أنها أثارت أيضًا ردود فعل من فنانين سعوا إلى تجاوز حدودها، تميزت الأساليب الفنية الحديثة بتنوعها وثورتها، حيث رفضت الواقعية المباشرة واستكشفت طرقًا جديدة للتعبير عن الأفكار والعواطف والرؤى.
المراجع و المصادر:
محمد، أماني. (١٨ يوليو ٢٠٢٣). هنري ماتيس،موقع المصري اليوم، تم الإسترجاع من الرابط التالي:
https://n9.cl/fhzjyl