••
أنا وأنت في أحوج ما نكون إلى معرفة الله تبارك وتعالى في الرخاء؛ ليعرفنا في الشدة، وأي شدة أعظم من برزخك وآخرتك؟!
كل مصائب الدنيا تهون في منظر القبر فلا أفظع منه !!
وهو أول منازل الآخرة ..
ولتنجو في آخرتك فأنت محتاج لهذه المعرفة اضطرارًا بعدد أنفاسك، واختيارًا مع كل نبضة في فؤادك كثير التقلب، فأنت تريد هذه المعرفة بكل قطرة من كيانك، فأنت الفقير فقرًا اضطراريًا، والمسكين في كل حالاتك، والضعيف الذليل إلى ربك الغني الحميد القوي العزيز سبحانه، ومحتاج إلى السكينة الإيمانيّة والطمأنينة التي تقر بها عينك، وتأنس بها نفسك، وتملك بها زمامك، ولا تكثر الالتفاتات، ولا تجد الحيرة والشك طريقًا إليك، بل ستعيش اليقين الذي يرفعك في سماء الإيمان بطلا لا يغلب، ولو قرضت بالمقاريض؛ لأنك تجد التعظيم الإلهي، والقرب الإلهي، والشهود الإلهي، الحب الإلهي في مقام الإحسان العظيم، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ..
وكما يقول ابن القيم: كيف لا تحبّ القلوب مَن لا يأتي بالحسنات إلّا هو، ولا يذهب بالسيئات إلّا هو، ولا يجيب الدعوات إلا هو، ولا يقيل العثرات ويغفر الخطيئات، ويستر العورات، ويكشف الكربات، ويغيث اللهفات، وينيل الطلبات سواه ؟!.