#سوريا#تحليلسقوط النظام البائد كان مفاجئا لجميع الأنظمة العربية والاقليمية والعالمية، لذلك ليس هناك خطط جاهزة للتنفيذ حتى الآن، لكن التجهيز لهذه الخطط على قدم وساق.
تل أبيب بدأت كخطة وقائية بتدمير الأسلحة التي كانت بحوزة عصابات الأسد، كما تقدمت في منطقة خط الفصل في الجولان حتى يأتي نظام جديد لدمشق جاهز للتوقيع على اتفاق حماية الحدود، وفي حال لم يأت فقد بدأت بجلسات عصف ذهني والتخطيط للاستحواذ على منطقة درعا والسويداء للتنف وصولا لمناطق شرق الفرات، وستحاول العمل مع دول اقليمية لايصال قوة أخرى للسلطة. تعمل تركيا الآن ايضا على إخراج قسد من شرق الفرات، وبلينكن في أنقرة اليوم، لمعرفة الخطط التركية فيما يخص سوريا، يبدو أن حظوظ قسد في البقاء تتلاشى، فقدوم ترامب للحكم يرجح قيامه بسحب القوات الامريكية من سوريا والتعاون مع تركيا.
ستحاول عدة دول عربية وإقليمية وعالمية وضع لاعبيها السوريين في سدة الحكم في دمشق، لإدخالنا في دوامة فترة الستينيات حيث تتعاقب الانقلابات العسكرية، حتى يتم الوصول لنظام قمعي أكثر تنازلا للغرب، يتم تثبيته ودعمه في الحكم.
تعتمد الثورات المضادة عادة على القوة العسكرية أو الأمنية للوصول للحكم، ولا تتكون فورا لكنها بحاجة لوقت قد يمتد لسنوات، لانتظار انتهاء النشوة الثورية وللتركيز الاعلامي على الأخطاء وعلى التغيير المجتمعي الذي قد تقدمه المعارضة وتلفظه الحاضنة الشعبية الجديدة التي لم تتعود عليه وتألفه ولنشر الفوضى والقتل والسرقة، ولإتلاف ملفات النظام البائد ولاستمالة الأقليات وإخافتهم لسوق الجميع لجسم الثورة المضادة. لذلك لا نرجح رفع العقوبات عن سوريا فورا، إلا إن تم اللعب سياسيا ببراعة على بعض الأوراق لدى المعارضة السورية
تتكون القوة الرئيسية للثورة المضادة عادة من بقايا النظام العسكري والأمني، حيث يعودون لوظائفهم ويعيدون ترتيب صفوفهم أو يتحالفون مع قوى عسكرية في المعارضة نفسها بالتنسيق مع قوى اقليمية تريد اعادة النظام البائد كنظام قمعي، وعادة يتم ذلك بالسيطرة على العاصمة عسكريا.
مهما أبدت الدول الاقليمية والعالمية ترحيبها ومودتها بالتغيير الجديد في سوريا، لكن ذلك لايعني أبدا انها لن تبدأ محاولة التغيير، لوضع لاعبيها كما ذكرنا ولأن المعارضة الحالية محسوبة على الاسلاميين، وهذا لا يناسب الكثير من الانظمة الحالية، فأي تغيير ايجابي سياسي او اقتصادي في سوريا سيعتبروه أثرا سلبيا على بلادهم وشعوبهم التي قد تتطلع لتغيير مماثل، كما أنه لن يناسب أطيافاً أخرى من المعارضة والتي تعتقد انها أحق بالحكم أو أقدر عليه أو تريد الوصول للسلطة.
من أولى الأولويات الآن طبعا التصدي لمحاولات الاقتتالات الداخلية وبنفس الوقت منع الانتقام التي قد تؤدي لثورات مضادة وتبعية لدول أخرى أو عودة النظام البائد كنظام قمعي. هذا لا يتم إلا من خلال خطوات أهمها ملاحقة جميع من تلطخت يديه بالدم ومحاكمتهم على العلن لتهدأ النفوس.