كنت أتحدّث إليك عن خسائري ، عن الطريقة التي كنت أخسر فيها الذين أحبّهم في كلّ مرّة ... تحدّثت إليك بشفافية عن أسراري ، و نقاط ضعفي ، كنت أخبرك دائمًا أنني تعافيت بك ، و حدّثتك عن خوفي أن أخسرك يومًا ... ظننت حقيقة أن هذا سيكون بعيدًا جدًا ، لكنه كان قريبًا بمقدار سوء فهم...!
سبحان مغير القلوب شخص كنت تحلم أن يكون في حياتك فجأة تندم على كل دقيقة قضيتها معه في حين كنت تمتلك شعور دائم بالتقصير في حقه، فجأة تندم على كل مشاعرك وعطائك الذي قدمته له صديق كان يشاركك كل تفاصيل يومك فجأة تفقد الرغبة في السؤال عليه، لا تفتقده لا تبحث عنه بل تتجنب التواصل معه شخص أخر كنت تراه مثاليًا تتقبل كل عيوبه وتُحبه، تتقبله وتُعجَب بكل تفاصيله حتى إنك تضع مبررات لكل أخطائه وتسامحه قبل أن يعتذر عنها، فجأة يتحول من شخص جميل ومثالي في عيناك لشخص أقل من العادي فجأة تتيقن إنه ليس بهذا الجمال الذي كنت تراه طيلة هذه الأيام بل هي عيناك من أرادته أن يكون في هذه الصورة الجميلة ، شخص أخر كنت تسترسل في حديثك عنه ، تتباهى به وتكلم كل العالم عن مميزاته ، تنتهز كل فرصة لتخبر المحيطين بك عن مدى روعته وجماله وصفاته التي تحبها فجأة يتحول كل شيء ، والقلب الذي كان يخفق حين يسمع اسمه ، صار يتألم ويعتصر من الألآم حين يمر اسمه أمامك ، بل تتجنب الحديث مع كل شخص يعرفه أو يُذكرك به !
التراكمات التي تنفجر فـ تُحطم وتغير كل شيء فـ تقودك لمرحلة : التحول من أهم شخص في حياتك لـ شخص أقل من العادي !
الشعور المؤلم أن أقرب الناس إليك، رغم علمهم بنقاط ضعفك، إلا أنهم لا يتوانون عن استخدامها ضدك. هذا الإحساس بمرارة الخيانة والخذلان يكسر الروح، لأنهم هم من كان من المفترض أن يحموك ويكونوا حصنًا لك. تصبح الكلمات القاسية مثل السكاكين التي تغرز في قلبك، وتظل تبحث عن تفسير لما حدث. كيف يمكن لمن كان يومًا مصدر الأمان أن يصبح سببًا في الألم؟ ما يزيد الألم هو أن الجرح يأتي من شخص كنت تثق به أكثر من أي أحد.💔……
- "لا يرعبني هذا الرحيل يرعبني أن تعود حين أكون قد نسيتُك فلا تتعرف عليك ذاكرتي القديمة ولا يألفُك قلبي السابق أن تراك عيوني عاديًا أن تنظُر إليك ولا تنظُر كالسابق." 🖤
نجوت بمفردي من مآسي عدة، من خيبات رافقتني منذ الصغر، من إهتزازات في الثقة ومن سكاكين الكلمات وخيانات الأصدقاء وتلاشي من أريدهم بلا سبب، نجوت من عذابات الوحدة، من متاعب لا تنتهي، من سقوط سقف آمالي فوق رأسي، من حلكة الليالي الباردة، ومن حُرّ الخيبة والندم المستمر، نجوت من محاولات إستغفال مقرفة، ومن وعود زائفة، من جَلد الحياة اللامنتهي، وهذه المرة اظنني سأنجو...؟
يعزُّ على الواحدِ منّا أن يركُض نحو شيءٍ يحبه، فيهبه من عُمره كل عُمره، ثم يُدرك أنه كان في الاتجاه الخاطيء؛ أن يرى كل ما سعى مِن أجله وقطعَ لخاطرهِ أميالًا وأشواطًا لم يأخذ نحوه خُطوة واحدة. يا لسوء حظ مَن لم يبادله الخلق شعورًا أخذ مِن روحهِ وعافيته كثيرًا بينما كانوا هم يرونهُ عاديًا أو أقلّ مِن العادي