عزيزي يا من يُحركهُ السُكون
ويُسكِته الضجِيج ..
سيد العادِية واللامُبالاة
ذاك الذي لا يُلفته الصباح
ولا تفوتهُ عِتمة الليل
الذي يعدُ سِرب النجوم ويُقيم
معها أمسِيةً خاصة
يُجيد الصمت ببراعة
يُحيك أحاديثهُ با اللون
الرمادي الداكن ويصحبُها
بإستفهام وتعجُب
ربما هي حروف
لكن يختبيء خلفها
ألآلاف الأسرار
أعلم بأن هناك شيءُ واحد
يُدعى بالمشاعر يطغى
على أيامك
أيامك التي تمر مُسرعة
ولا تعلم بما يدور فيها
إلا بعد فوات الأوان
وكأنك تعيش في دوامة
خارج العالم وتفتقُد نفسك
ريّح الوطن
رغم ذلك أُدرك بأنك
في حوجةٍ ماسّة للكتابة
تحتاجُ لركل ما يُزعج فُؤادك
ويُزعزع هدوءك
فأنت تشتغل بداخلك
ويملأك الخُذلان
وتُداريه خلف كل
غُصة تُحيط بقلبك
وتبتسم إبتسامة عوراء
كرجلٍ مُسن يُرتشي
السعادة رغمًا عنه
في أيامهِ الأخيرة
لكني لم ألمح إبتسامتك يومًا
هل تُخفيها عمداً؟
إنك تجهل الكتابة تمامًا
البعض يرفض أن يكتُب
وأخرون ليس لديهم القدرة
الكافية والشجاعة
لبث الحُروف على الورق
لذا قررتُ الكتابة بالنيابة عنك
قررتُ أن أجعل لك مكان بين
سُطوري المتواضعة ..
أما بعد:
كثيرٌ ما نود التخلص من الحُروب
التي تُقام بداخلنا في كل ليلة
صراعاتُ لا مُتناهية
دُموع وحِيرة
وأشياء أخرى لم نعثُر
على تفسير لها بعد
كلها تسكُن هنا بداخلنا
منذ سنوات ولا أحد يعلمُها
سِـوانا
كثيراً ما تتسبب أثارها بالمشاكل
تارةً ننجح في إصلاح الأمور
وتارةً نخفق
لكن يا عزيزي لا بد أن نتخلص
من تلك المخاوف التي تسكُن
بأعماقنا
فإنها تهربُ حِيال رفضنا لها
وتتخلى عن قُدراتها في بثِ السُم
بين ضلوعنا فلما لا تتخلص منها؟
وتعود حُرًا من جديد
لما لا تتوقف عن إزعاج نفسك
مرارًا وتكرارًا!
بالرغم من ذلك فقد كنت
بارع في إصلاح الأمور
عدى الأمر ذاك الذي
يُدعى "بالحُب"
كان الأمر لديك
لا يحتاج الكثير من الوقت
للوصول إليه
كُنت تملك كل شيء
وتفتقد كل شيء
أهذا تناقض؟!
كلا بل إنها معادلة الحياة
القاسية تُعطينا وتأخذ منا
تُحبنا وتكرهنا
وربما تجعلنا في المنتصف
بين ما نريده وما نفتقده
الفقدان يا عزيزي
كلمةٌ تشبهك تمامًا
وكأنها استعانت بك
قبل أن تجعل لنفسها
مكان بين السُطور
يرتبط الفقدان مع مجيئك المفاجيء
وإختفاءك السريع كلمح البصر
" أتيك مُسرعة فترحل عني
أرحل عنك فتأتيني"
لا أستطيع تفسير كل هذا
لكنني أظنهُ شُعور يخُصنا وحدنا ..
كيف حال تلك البلاد التى تُدعى
"بالإمارات المتحدة"
هل وحدت قلبك الوحيد؟
هل أعطتك أم أخذت منك؟
أظن بأن أرضها نبتت زهور
حالما مررت سهواً بينها
ألا تعلم بأن كل مكان
تذهبُ إليه يُزهر؟
أنت تُزهر كل مكان
فلما الزُبول يا عُمري؟
كيف حال الشوارع هناك
هل مكتظة بالسكان أم خالية؟
هل كانت ترُوق لك فكرة
المكُوث بها طويلاً
أم تود العودة؟
إنها حربُ شائكة
لكن لديّ شُعور قوي
يقول لي بأنك تفتقِد السُودان
تلك البلاد التى نشأت بين أحضانها
البلاد الطاهرة التي تلطخت
بدماء الشهداء والجرحى
كانت تبتسم في وجه كل عابر
كان تستقبل الزُوار بِلطف
ولم تملّ من العطاءِ مرة
الآن أصبحنا نفتقدها
ولا نستطيع العودة إليها
أو إصلاح ما هدمتهُ الحروب
لذا أصبحت تُهدر الكثير
من الدموع التي لا مكان
يأويها أو يدُ تمسحها
من جبينِ الحسرة
يا عزيزي
لا تحزن ربما تنتهي الحرب
ويعُم السلام وتعُود للوطن
وانت تحملُ بين كفيك
رآية الحُرية
وتُقبل طُرقاتها بفمِ النصر
وحينها تنتهي المعاناة ..
كنتُ أود أن ألمح طيفك
ذات مرة وأنت حزين
تمنيت النظر إليك
هل كنت وقتها تبكي ؟
أم أنك كعادتك تلجأ للصمت؟
لا أظنُ بأن هناك أحد
يستطيع أن يخبيء ما بداخله
بهذا القدر مثلك
من ماذا مخلوق أنت
ولأي الشخصيات تنتمي؟
يؤسفني بأن أقول لك
أن ملامحك لم تُشفى بعد
من وخذِ الذكريات المُرة
وأنا لمعان عُينيك يفضحُك
دائمًا أمامي حتى وإن لم تبُح
بما بداخلها من دُموع
محبوسة منذ مُدة
لكن أتعلم!
أنا هنا لأجلك وكما قال
أمير لحسن في رواية ما
" لأجلك ألف مرة ومرة "
عالمي هُناك بين الحُروف
وبين حِبالك الصوتية
ورنات صوتك المتتالية
التي كلما سمعتُها ضِعت فيها
أعشقُ صوتك وتلعثُمك الذي
يأتي سهواً في نُطق الحروف
فكُن بخير لأجلك وأجلي ..
أستحلفُك ألا تتوقف عن خوضِ
التجارب فإنها تصنعُ أفضل
نُسخة منك
لا تجلس بعيدًا وتنتظر أن تمضي
الأيام المُرة بل تشاجر معها
واخرج منها بأدنى خسائر
أنت تستطيع عزيزي
أثقُ بك وبقدراتك
ستفعلها رغم إشتياقك
لما قد رحل
وأعلم بأنها حياة تشبهُ
نقاء قلبِك فلا تجعلها
ترتدي الأسود حِدادً
على رحيلك وأنت لازلت
على قيد الحياة ..
🖤🖤🫀#مشتهى