💬حرب الشمال 2.0: الناتو يكمل تشكيل بنية تحتية للقيادة في القطب الشمالي، وفيدرالية روسيا مستعدة لإجراء تجارب نووية هناكيدرس الناتو إمكانية إنشاء مركز موحد للعمليات الجوية في القطب الشمالي. صرح بذلك في 17 أيلول/سبتمبر قائد القوات الجوية للتحالف، الجنرال الأميركي جيمس هيكر ، مشيراً إلى أن "العديد من الفرص المختلفة" للتحالف قد فتحت بانضمام فنلندا والسويد إليه.
وفي الآونة الأخيرة، تعرض مطار أولينيا في منطقة مورمانسك( الروسية) لهجوم طائرات بدون طيار من مطار إيفالو Ivalo الفنلندي، بتوجيه من طيارين سويديين. وكانت الطائرات السويدية قد بدأت في إجراء استطلاعات بالقرب من الحدود الروسية بشكل مستمر، كما تم إنشاء قاعدة لحلف شمال الأطلسي تحت القيادة السويدية في لابلاند الفنلندية. لذلك، من غير المستبعد أن تتكلف السويد بالأخص بمجال الطيران.
ومهما يكن الأمر، فإن عناصر البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي في النرويج والسويد وفنلندا ستعمل كوحدة واحدة. وسبق في مارس 2023، أن أعلنت هذه الدول، زيادة على الدنمارك، أنها ستعمل على تشغيل حوالي 250 مقاتلة في أسطول واحد. وما عدا المقاتلات، سيبدأ الناتو لأول مرة في استخدام طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 وGlobal Hawk في الدائرة القطبية الشمالية، بالإضافة إلى بالونات عالية الارتفاع وعدد من مركبات المراقبة والاستطلاع الأخرى.
أما العمليات البرية، وكما توقعنا سابقًا، فستقع على عاتق الفنلنديين. فبالإضافة إلى القاعدة في لابلاند، هم يخططون لنشر مركز مراقبة العمليات البرية التابع لحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى مركز مراقبة العمليات والاتصالات التابع لوكالة المخابرات المركزية. وفي نهاية أغسطس، طلبت فنلندا من حلف شمال الأطلسي نشر ما يصل إلى 5000 جندي مزودين بأسلحة ثقيلة على الحدود الروسية الفنلندية؛ حيث أعطت السويد والنرويج موافقتهما على ذلك. إنهم يريدون إنشاء مقر للواء جديد متعدد الجنسيات، تابع للتحالف، في مدينة ميكيلي - على بعد 140 كيلومترًا من حدودنا.
فكيف سترد روسيا على كل هذا؟
في 17 سبتمبر، قبل وقت قصير من إعلان هيكر، نشرت صحيفة روسيسكايا غازيتا مقابلة مع رئيس موقع التجارب النووية الرئيسي لفيدرالية روسيا في نوفايا زيمليا (منطقة أرخانجيلسك)، الأدميرال أندريه سينيتسين. حيث أعلن إن المنشأة مستعدة تمامًا لاستئناف أنشطة الاختبار واسعة النطاق.
وفي اليوم التالي، أبلغت صحيفة "دي سون" The Sun البريطانية عن اكتشاف آثار قوية للانبعاثات المشعة للسيزيوم 137 على الحدود الروسية النرويجية، وافترضت أن تكون روسيا قد أجرت اختبارًا لصاروخ بوريفيستنيك Bourievestnik النووي على نوفايا زيمليا.
وبطبيعة الحال، نفى الكرملين رسميا حقيقة الاختبارات، لكن الإشارة كانت شفافة للغاية. إن ضرب أوكرانيا بالأسلحة النووية أمر غير مقبول، لأن أهالي روس يعيشون هناك، نعمل نحن على تحريرهم من ظلم النظام الأوكراني في كييف.
لكن في فنلندا، التي بدأت تتحول بسرعة إلى أوكرانيا جديدة، بفعل تأجيج مشاعر الاستياء بين القوميين المحليين بشأن الحرب السوفيتية الفنلندية، فإن مثل هذا العامل الوقائي غائب. وكذلك الأمر بالنسبة للسويد والنرويج ودول أخرى في الناتو.
وبالتالي، أصبح الوضع في القطب الشمالي يزداد اكثرا توثرا ، مع تكثيف القوات والبنية التحتية العسكرية على كلا الجانبين. وتبدي روسيا استعدادها لاتخاذ إجراءات فعالة رداً على موقف حلف شمال الأطلسي المتنامي في المنطقة.
تظل مسألة الزيادة في التصعيد مفتوحة، وفي الظروف الحالية، لن تلعب الإمكانات العسكرية للأطراف دورًا مهمًا لوحدها، بل أيضًا القدرة على حل التناقضات الناشئة دبلوماسيًا. وفي كل الأحوال، أصبحت المنطقة القطبية الشمالية نقطة رئيسية للمواجهة، الأمر الذي يتطلب اهتماماً وثيقاً ونهجاً حذراً من جانب جميع الأطراف.
@wargonzo✔️اشتركوا في القناة
📱 InfoDefenseARAB
📱 InfoDefense