"لم أنجز شيئا في حياتي".. عبارة تحدثني بها العازبات أو المتزوجات، عندما يشتكين لي ضياع أحلامهن وطموحاتهن..
لكن لو حللنا العبارة بضوء الواقع والفطرة، باحثين عن الغاية من الوجود لاختلفت المشاعر كثيرًا في ضوء المعارف وتبدد الجهل..
وللتوضيح سأضرب لك مثال:
تخيلي معي أنني أهديتك قلم كحل لتتزيني به عند زوجك وصديقاتك وبين محارمك ولنفسك، ثم وجدتِ فتاة تستخدم الكحل للتزين، بالإضافة لرسم الأشجار والورود بطريقة فنية مبهرة.. هل نستطيع أن نقول أن قلم الكحل في يدك لم يحقق غايته ووظيفته لأن فتاة ما أضافت وظائف جديدة على القلم؟
هل لو رسمنا بقلم الكحل رسومًا -عارية- وتركنا التزين به سنكون مبدعين ومنجزين؟
ستقولين لي بالتأكيد لا... فكذلك حقيقة وجودك، فأنت هنا على الأرض خُلقتِ لغاية (عبادة الله) وهدفك الحقيقي هو الرجوع لمستقر أبيك آدم (الجنة)، وليس تحقيق إنجازات وهمية أو محرمة خدعوك بها تعساء الاقوام (راقصات ومطربات وعاملات ممتهَنات يرمين أطفالهن بحضانات تأبى نفسك وضع حيواناتك الأليفة فيها -نستثني المضطرات-....)..
فتأملي أختي و حبيبتي ...
ولعله تخرج على أنظارك كما تخرج لي مقاطع فيديوهات "كوميدية" أجنبية لفتيات يقدِّمن للوظائف ويُرفضن، وحالما تتعرى إحداهن بطريقة مثيرة للاشمئزاز وتبدأ بالإغراء يوافق المدير عليها دون النظر لمؤهلاتها..
أين النكتة بهذه الفديوهات لا أفهم- !
بينما أنت بمنزلك تفعلين ما يسر الله لك فعله، لربما ينظر الله في علاه لقلبك ويراه خاليا من التعلق بأي شيء دونه، فيرضى عنك..
او تكونين فتاة في منزل أبوين يذوبان من فرط مشاعر الحب والحماية والأمل فيك، ويسعدان بأقل عمل تعملينه (شاي، ترتيب المنزل، اتصال لأداء واجب..)
او تكونين متزوجة تعف زوجها بزمن تسعير الشهوات الطبيعية والشاذة، وتنجب أطفالا موحدين يشهدون بوحدانية الله ويؤدون الفرائض.... إلخ
ثم تنظرين لسنين من الإنجاز والجهاد بزماننا المخيف على انها لا شيء!
تحقرين ذاتك و تنتقصين من قيمتها وتجلدين نفسك بطريقة يفشل في تحقيقها أشد أعدائك، فتوقفي عن هدم ذاتك وإنجازاتك الحقيقية!!
وإن كنت تجدين أنك بحاجة لهواية فهذه والله غاية مبررة بل ومطلوبة إن كنت تملكين متسعًا من الوقت.. وستضيف عليك التألق خاصة إن كانت ميولك وهواياتك نبيلة ومتسامية و تبعدك عن الفراغ المهلك لك ولغيرك...
دمتن بعيدات عن نزغات الشيطان المحزنة..
د.
#نور_النومان