بحياتَك ما تخلّي حدا يشوفك وإنت ضعيف، ولا تورجيهم نقطة ضعفك، مهما كُنت بحاجة لحد يسمعك ومهما حسّيت إنك راح تنفجر، صدّقني باللحظة يلي راح تكشف فيها كروتَك، راح يعرفوا من وين يضربوك لما ينقلب الزّمان، والنّاس يلي كانوا صحابك، يصيروا أكثر ناس بدهم يضرّوك.
لا تشكي حُزنك لحدا، لإنك بكرة راح تشكي للغريب منّه.
-من أكثر التوجيهات التي أسمعها من المحيطين بي "يجب أن تكون طبيعيًّا وتخفف من غرابة تصرفاتك" وعندما أسألهم "ما معنى أن أكون طبيعيًّا؟" تأتيني الإجابة غالبًا بـ" أن تصبح مثلنًا تمامًا" لذا أسأل الله كل يوم أن لا أكون طبيعيًا أبدًا...
أدرت وجهي عنك، لكنني في كل لحظة أعود إليك بقلبي. ليس الفرار منك سوى سعي ضائع، لأنك الوطن الذي لا أنوي تركه. لم أرد شيئًا بقدر ما أردت البقاء معك، كما تريد الأرض ماءها، وكما يحتاج الليل لنوره. أنت الحقيقة التي تتجلى رغم الظلال، والصوت الذي يصمت العالم أمامه. يا من سكن نبضي، البعد عنك كان القرار الذي لم أملكه، وكانت العودة إليك قدري الذي لن أفر منه،أدرت وجهي عنك، لكن روحي لم تعرف طريقًا آخر سواك. كأن كل خطوة أخطوها بعيدًا تزيدني قربًا لك، وكأن الرحيل عنك لا يزيدني إلا تعلقًا. أنت الوطن الذي لم أجد له بديلاً، وأنت الحلم الذي لم أجرؤ على الإفاقة منه. كالبحر الذي لا يتوقف عن احتضان شواطئه، أعود إليك رغم الرياح التي تجرفني بعيدًا. كلما هربت من دفء حضورك، اشتعل البرد في داخلي. وما بين البقاء والغياب، كنت أنت قدري الذي لا مفر منه،"أدرت وجهي عنك، لكنني وجدت في كل اتجاه ملامحك تلاحقني، كأنك رسمت حدود الكون بعينيك. الفرار منك كان أشبه بالركض في دائرة مغلقة، حيث العودة إليك حتمية كالشمس التي تغرب لتشرق من جديد. فيك وحدك يتجلى معنى الأمان، وفي دفء حضنك تتجمد كل مخاوفي. أنت الحياة التي لا تنفصل عني، والروح التي لا تنطفئ في أعماقي. كلما ظننت أنني أبتعد، وجدت أنني أسير نحوك من جديد، وكأن العالم كله يملي عليّ العودة إليك.