ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة أنه قال « ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا » [ 📙 أخرجه مسلم والبخاري واللفظ له ]
قلت : وهذا الحديث فيه رد على من يجعلون قبح وحسن الأشياء مطلق مطرد في كل الأوقات بغض النظر عن المصالح التي ستجلب والمفاسد التي ستدفع بناءآ عليه فمعلوم بالضرورة من ديننا ان الكذب قبيح مذموم ولكنه رخص في حالات لجلب منفعة وغايات أعظم مثل إصلاح ذات البين وغيره وفي رد على من يستشنعون الحدود والعواقب في الدين لأنهم يجعلون مطلق الضرب والإيذاء مذموم للناس بغض النظر عن الغايات الأسمى التي وضعت لأجله الحدود والعقوبات مثل حفظ أموال الناس وأعراضهم، فشريعتنا وديننا العظيم واقعي بل يراعي واقع الحياة وشئون العباد ومصالحهم ولله الحمد .