"أنا شديد الملاحظة لكنني أخفي تلك الصّفة، اُلاحظ أصغر التفاصيل وكل الحركات والكلمات، أعرف كيف أميز الكره والحب وإن لم يُصرح به، أعرف من ينصحني بحبّ، ومن يكره رؤيتي في خير ونعمة، أميّز بواعث التصرفات وإن ابتسمت في وجه صاحبها..
حتى طريقة النظرات أكترث لأمرها.
لِذا، إن وجدتني معكَ كما لم أكن من قبل، اعلم أنّ أشياء كثيرة -ولو اجتهدت في إخفائها- كانت السبب في ذلك..
ثُم ماذا كُنت حِينها اتَمنى التعثُر بتلك العلامةُ الزائفه لاربِطها معَ سلسلتي واتصالح معَ نَفسي ،لكِني الانْ وَبعدَ ان حَصلتُ علىَ مُعظمِ الاجاباتَ وبدونِ تَعثُر ، وبعد ادركتُ من اجاباتي ان شخصا مثلي لن يُصيب دومًا إلا أنني لم أصافحُ بقبضةٍ ناقصَة، ولم أُقدِّم ودًّا مخلوطًا، ولم اُعطي أذىً مقنّعًا، ولا ألفةً زائفة، ولم أخوضُ حديثًا ناعمًا في فمِه مرارةُ القَصد، ووخزُ التَّلميح..لم أقترب يومًا لألذَع، ولم انتظر سقطةً لأشمَت، ولا أرى في المُراوغة سوى وجهَها القبيح، هذا صَوابي ويكفِيني..
-وتمنيتُ لحظتها، أن يتوقف الوقت، وأن يتجمدّ كُل شيء، وأن أبقى مأسورً داخل اليوم للأبد، دون غدٍ، دون قرارات ولا تفكير ولا تخبُط ولا واجبات، أن أكون خاويً من كُل تعب، تمنيتُ في وقتها أن يتجمدّ اليوم، كما تجمدتّ ملامح وجهي في ذلك الوقت..
-أعرف أنني علىٰ الطريق الخطأ، وأعرف أن الحالة التي وصلت إليها لا تناسب ريعان شبابي، أدرك مدىٰ خطورة استمراري في هذه اللامبالاة، وأعرف أن لا أحد غيري سيتحمل توابع الطريق الخطأ، أحفظ قصص الأمل عن ظهر قلب وبإمكاني أن أخبرك سوداوية المستقبل الذي ينتظرني لمجرد أنني أتكاسل عن إتِّخاذ خطوة واحدة في الحاضر، إنني أعاني يا صديقي، لكن معاناتي ليست في الاكتئاب، وإنما في فقدان الشغف..¡
مرحبا انا احد العابرين..وابحث عن مقهئ شعبي فاخر ، وان لم يكن موجود فلاباس بحانة ليليه، ولايهم ماذا يقدمون من شراب المهم ان لا يغلق بعد الثانيه ليلاً...